الأربعاء، 3 سبتمبر 2008
الفصل الثانى ـــــــــ خالد : لم أعد أفهمها
لا أدرى ماذا دهاها ....
منذ فترة لم تعد هى ...
أصبحت شاردة دائماً ، نظرة يائسة ملتصقة بعينيها ...
ونادراً ما تتحدث ...
لم تكن هكذا من قبل ...
فى أثناء دراستنا كانت دوما مرحة .. لا تكف عن الحديث والجدال ...
عيناها مشرقتان .. وابتسامتها شمس لا تغيب ..
أما الآن ......
أعترف أنى كنت مشغولاً جداً فى الفترة الأخيرة ..
عملى فى السلك الدبلوماسى يتطلب جهداً و دراسة دائمين كى أحقق نجاحاً ما .. ولا يبدو أنها تفهم هذا ... رغم كل محاولاتى .....
فى البداية ، كانت تلومنى على انشغالى الدائم عنها ، وتذكرنى " بالقواعد السلوكية " الخاصة بزواجنا .. ثم كفت عن ذلك ....... ثم كفت عن الحديث اصلاً ....
أنا أحبها فعلاً ... أحببتها دائماً .. وجاهدت كى أجعلها تفهم هذا و تؤمن به ، و خضت حروباً طويلة – كفتوحات الإسكندر الأكبر – كى أقنعها بالزواج منى و بخطأ قناعاتها الراسخة بفشل الزواج كنظام إجتماعى ....
كانت مصابة بما يشبه " فوبيا " من الزواج .. كانت ترى كل الزيجات فاشلة وكل الأزواج تعساء يتظاهرون بالعكس ...
وكنت أرى إنها تبالغ كثيراً ..
ولكنى – لأنى أحبها – اضررت إلى موافقتها على ما تقول ... والأمتثال لأوامرها كلها ...
يعلم الله ، كم أرهقنى البحث فى كل مكتبات المدينة عن أى و كل كتاب يتناول الزواج من قريب أو من بعيد ..
ثم السهر حتى الشروق – بعد شرب جالون من القهوة – لأقرأ كل هذه السخافات لأناقشها معها فى الصباح ، متجاهلاً مراجع دراستى التى يفترض أن استوعبها جيداً قبل الإمتحان ....
وكل هذا كى أرضيها و أنفذ ما طلبت من :
" دراسة أخطاء الأخرين لنستطيع تفاديها ... فننجح فى تحقيق نوعية الحياة التى ننشدها "
كما كانت تقول ، و حين اقترحت وضع قائمة على غرار " إفعل ولا تفعل " وأسمتها بـ :
" القوانين التى ستجعل من زواجنا التجربة الناجحة الوحيدة للزواج فى العالم كله .. "
رأيت كل هذا سخيفاً جنونياً و لا يطاق ...... ولكنى وافقت كى يطمئن قلبها ...
وعاهدتها على الألتزام بكل هذا الهراء ...... ولقد فعلت !!!!
ولكن الآن .... منتصف العام الثانى لزواجنا ... اشعر بوجود خلل ما ..
لم تعد تبدو سعيدة .. ولا أعلم السبب ..
حقاً لم أعد أفهمها .. لو كانت تتحدث إلى .. لو تخبرنى ماذا هناك ..
منذ عرفتها لم أرها يوماً إلا وكانت مشرقة تتراقص السعادة فى عينيها .. كانت سعيدة طيلة سنوات دراستنا .. وكذلك كانت فى أثناء خطبتنا و بداية زواجنا ...
إذا كانت تبدو الآن تعسة فهذا – بالتأكيد – بسببى أنا .....
لكن لماذا ؟؟
لقد التزمت بكل قواعدها – والله يشهد – وضغطت على أعصابى كثيراً كى لا أصيح فى وجهها – رغم كل استفزازاتها – حين أعود من عملى منهك القوى .. و قبل أن أحصل على ساعة من النوم ، تبدأ فى لومى و تأنيبى على أنى أصبحت أعتبرها من ممتلكاتى الخاصة ولم أعد أهتم بها على الأطلاق أو أتحدث إليها أو .. أو ....
إلى أخر الأسطوانة .......
لكنى تحملت هذا كله فى صبر .. حتى توقفت عنه ...
لماذا لا تحتمل هى الأخرى بعض الشئ ؟ .....
ما الخطأ فى أن أكون مشغولاً ؟
إننى مشغول بعملى .. ليس الأمر كأننى أتركها وأذهب للقاء امرأة اخرى أو اتسكع على المقاهى ...
إننى أرهق نفسى من أجلها .. من أجل مستقبلنا معاً .. و حياتنا .. وأسرتنا الصغيرة ..
لابد لها أن تفهم هذا .. أنا أيضاً أفهم أن سلوكها الغريب كله يعود غالباً لشعورها بالملل ..
إنها وحيدة فى المنزل فى معظم الوقت ..
سأعنى بهذا فيما بعد ..
بعد ثلاثة شهور سأحصل على إجازتى السنوية و حينئذ يمكننا السفر إلى أى مكان جميل ..
أما الآن ، فعلينا أن ننتظر ...
على أى حال ، ليس الأمر خطيراً إلى هذا الحد ....
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 4 تعليقات:
ممممممممممممممم
فوبيا الزواج
كارثه بكل المقاييس
بوست هايل
تقبلى تحياتى
شكراً يا عمرو
انا سعيدة ان الجزء الثانى عجبك كمان
ومنتظرة رأيك فى باقى القصة
:)
السلام عليكم ورحمة الله
روبي يا حبيبتي .. القصة جميلة قوي ومشوقة وياريت ماتغيبيش في تنزيل باقي الأجزاء..بس خالد دة غريب فعلاً .. ليه ماسألهاش علطول فين الكلام والتواصل بينهم .. وكمان لسة هيستنا 3 شهوووور .. حسبي الله ونعم الوكيل
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ازيك يا لومى
واحشانى جدا جدا
:))
انا مبسوطة ان الفصة عاجباكى
هو خالد مش غريب اوى زى ما انتى فاكرة ..
هو كل الموضوع انه بيفترض ان كله تمام و الموضوع مش محتاج كلام
والمشكله حتتحل لوحدها
تفكير مستفز طبعا
بس فيه ناس كتير كده على فكرة ..
:))
إرسال تعليق