الأحد، 19 أكتوبر 2008

كلنا ليلى :.... لقطات ........



مشهد لاتوبيس نقل عام مزدحم

هى ، تصعد و تجول ببصرها بين المقاعد .. ثم باستسلام تختار بقعة لتقف فيها .. تجمع اكياس المشتروات الثقيلة التى تحملها فى احدى قبضتيها و ترفع الأخرى لتتمسك بالمقبض المتدلى من سقف الحافلة .. تحرص ان تضم حقيبتها تحت ابطها بإحكام خوفاً من النشالين .. و تستميت ان تقف ثابتة قدر الأمكان ، محاذرة ان ترتطم بالرجل الواقف الى جوارها او تحتك بالشاب الجالس امامها او بالأخر خلفها ..
وتتنهد من فرط الإرهاق ..
وفى الخلف قليلاً يجلس رجلان متجاوران .. ينظر احدهما اليها و بعض بوادر التعاطف تبدأ فى الأرتسام على وجهه ويهم بالوقوف .. يراقبه الجالس بجواره فيقول :
- ماهم لو يقعدوا فى بيوتهم كانوا ارتاحوا و ريحونا ..
- محدش عارف ظروف الناس يا حاج ..
- يا بنى ظروف ايه بس .. ماهم لو يقعدوا فى بيوتهم ما تبقاش فيه ظروف .. الرجالة تشتغل بدل ماهم مش لاقيين وظايف .. والمواصلات الزحمة دى تفضى ... اهم بيزاحمونا فى كل حاجة و يرجعوا يشتكوا .. خليهم بقى يدعوا لقاسم امين اللى ربنا يجحمه مطرح ما راح..
- ماهو برضه ممكن يكون ..
- مش ممكن ولا حاجة .. خليك يا بنى قاعد و استهدى بالله .. هما اللى عملوا راسهم براس الرجالة .. يشربوا بقى ... واللى عايز الكحل يتكحل ....!!!

اطفاء
.
.
تنوير
مشهد داخلى لمنزل
هى تفتح الباب تلقى بأكياسها الثقيلة على اقرب مقعد وترتمى بجوارها تلهث ....
هو- الزوج - يخرج من غرفة النوم .. يغلق ازرار جاكت البيجاما و يتثائب ....

- انا تعبانة بشكل .. النهاردة كان يوم فظيع .. ما تتصورش.. كان عندى ضغط عملاء من ....
- بعدين يا ماما بعدين .. الغدا بسرعة و حياتك انا راجع تعبان و ميت من الجوع ...
- حاضر ..
.
.
.
بعد الغداء
هى ترفع الأطباق عن المائدة .. وتترنح ....
هو يخرج من الحمام .. يجفف يديه بمنشفة يلقيها بإهمال جانباً ثم يستلقى على الأريكة امام التليفزيون
و يتناول الريموت ....
- الشاى بقى يا ماما ..
هى تتأمله وهو يتابع الشاشة بشغف .. و تلتمع دمعة فى عينيها ..

اطفاء
.
.
تنوير
مشهد لنفس المنزل و تبدو سماء الليل من خلف النوافذ المغلقة ...
هى تلقى بجسدها المتعب الى جواره امام التليفزيون الذى يشاهده من اربع ساعات ، بعد ان انتهت من التنظيف و الطهو لغداء الغد و نشر الغسيل و اطعام طفلتها التى عادت من المدرسة و ساعدتها فى الاستذكار ...

هو يلقى عليها نظرة جانبية ، ثم يعود ببصره لمتابعة الفيديو كليب :
- شايفة الستات يا مدام ؟ .... جتنا نيلة فى حظنا الهباب ... !!!
- ...................#@&*@@#*!!!!

زووم اوت ثم اطفاء
.
.

تنوير و منظر خارجى لنفس البناية السكنية من الخارج ....
زووم إن على شقة اخرى

ليلى الأم تتحدث الى ابنها الشاب :
- ها .... و روحت النهاردة دفعت فاتورة التليفون زى ما قلت لك؟
يتململ ..
- لأ ... رحت لقيت الدنيا طوابير و خنقة ... بعدين بقى يا ماما لما الزحمة دى تخف...
- يا ابنى يا حبيبى ده انا قلت لك النهاردة اخر يوم ..
كده حندفع غرامة .. ما انا كل مرة باقف فى الطوابير و ادفعها ..
بس اديك عارف ضهرى تاعبنى قد ايه اليومين دول ...
- معلش بقى .. انتى عارفة انى بتضايق من الطوابير ....
اقوللك .. ابقى ابعتى البواب يدفعها و اديله عشرة عشرين جنيه و نريح دماغنا ....

- كمان عشرين جنيه للبواب .. و خمسين للغرامة .. يابنى هى الفلوس بنلاقيها على الشجر ؟
- .............................................. !!


زووم اوت
البناية من الخارج
زوووم ان على شقة اخرى ....

المشهد : ليلى ، فتاة فى منتصف العشرينات و ابيها

- يا بابا ما انا قعدت و اتكلمت معاه اكتر من مرة .. مفيش اى توافق .. و لا حتى مجرد القبول بتاع ربنا .. اتجوزه ازاى؟
- امال سعادتك عاوزة ايه؟ تروحى تحبى عيل خايب من بتوع اليومين دول و تيجى تقوليلى اخطبهولك؟؟
- لأ .. بس باقول ان لما يتقدم لى حد حضرتك موافق عليه يبقى برضه لسه من حقى ارفض لو مفيش توافق ...
- كسر حقك !!!!! ........ انا اللى اقول تتجوزى مين و ما تتجوزيش مين ..... اقول كويس يبقى كويس .. وللا انتى حتعرفى فى الناس اكتر منى ؟؟؟؟


زووم اوت
البناية من الخارج
زوووم ان على شقة اخرى ....

زوجة تصيح فى غضب:
- نعم ؟؟؟؟ اللى هو ازاى يعنى؟
اشتريت حاجة لنفسى من مرتبى .. مرتتتتتتبى ... مفروض " استأذنك " الأول ازاى يعنى؟؟؟؟؟؟؟

- هو كده ... مرتبك ده من مصروف البيت ... مش الوقت اللى بتقضيه فى الشغل ده كان مفروض تقضيه فى شغل البيت؟
- ده على اساس انى باشتغل بمزاجى؟ .... وانا لو قعدت فى البيت حندفع الأيجار والأقساط ازاى من مرتبك لوحده ؟؟؟
- ............................!
- هو مش مفروض ان مرتبى ده يبقى فلوسى الخاصة ؟ ... شرعاً يعنى؟ ... وانى لما اساعدك ده يبقى بمزاجى مش بالأجبار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ..................................................!


زووم اوت
البناية من الخارج
زوووم ان على شقة اخرى ....

المشهد لزوج يستعد للخروج و زوجة جالسة امام التلفزيون ..

- انا خارج ..
- طيب يا حبيبى ... حتتأخر؟
- ايوه ... حاقابل الشباب و غالباً حنسهر .....
- طيب اروح انا اقعد شوية مع صاحبتى ؟ .. مفيش ورايا حاجة و زهقت من القعدة طول النهار .... واهى فى الشارع اللى ورانا مش بعيد .. و مش حتأخر ...
- ولزومه ايه التنطيط ده؟ ... خليكى فى البيت احسن ....
- طيب أكلمها تيجى تقعد معايا شوية؟
- بصى انا الست دى من الأخر مش باستريحلها .....
- ليه بس ؟ عيبها ايه؟
- مفيش .. مش مرتاحلها و خلاص ... بصى ... موضوع صحابك ده كان قبل الجواز .. انا عايزك تقطعى علاقتك بالناس دى ...
- ليه بقى؟ كلهم بنات ناس و محترمين .. لو شفت منهم حاجة غلط قوللى ...
- ما توجعيش دماغى بقى ... اسمعى الكلام وخلاص ... وللا مش عارفة ان طاعة الزوج من طاعة ربنا؟
- اشمعنى انت بتخرج مع صحابك كل يوم و تسيبنى لوحدى ؟؟؟؟؟
- انا راااااااااجل ... عايزة تحبسينى جنبك فى البيت اقشرلك بطاطس وللا ايه؟
- .............................................................!!!!

زووم اوت
البناية من الخارج
زوووم ان على شقة اخرى ....

مراهق فى الثالثة عشر يجذب شقيقته ذات العشرين ربيعاً من ذراعها صائحاً :
- قلت مش حتنزلى يعنى مش حتنزلى ...
- وانت مالك انت ؟ انا استأذنت من ماما امبارح و اتفقت مع صاحباتى خلاص....
- وانا بقى باقولك مفيش خروج.......
الفتاة تصيح فى يأس :
- يا ماااااااماااااااااااا .... قولى للواد ده يخليه فى الأعدادية بتاعته و مالوش دعوة بيا ..

تأتى الأم مهرولة من الداخل على اصوات صياحهما و تقول مستنكرة :
- عيب كده ... اسمعى كلام اخوكى ... هو الراجل !

اطفاء
.
.
ظلام تام .............
_______________________________________

تنوير .......

" واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد... "

من خطبة الوداع لأشرف الخلق عليه الصلاة والسلام ...



السبت، 18 أكتوبر 2008

الفصل الخامس ـــــــــ فدوى : لم يفت الأوان


و جززتُ على شفتىّ كى لا أصرخ فرحاً ..... و نجحتُ فى إضافة نبرة لا مبالية لصوتى المرتجف و أنا أقول :
- " لا .. بالطبع لا أمانع ........ "

تنهد بارتياح .... ثم عاد يتحدث ....
كانت فى صوته لهفة لم تخطئها أذنى ....
رباه ... لقد كدت أفقد الأمل ...

خاصةً بعد حديثى الأخير مع هدى صديقتى ...
لقد أخبرتنى أنها قررت الانفصال عن زوجها ... مسكينة .. أنا أعلم جيداً كم تحبه ....
لكنى لم أندهش لقرارها ... أنا أعلم كم كانت محبطة و تعسة فى الفترة الأخيرة ...
وأتفهم أسبابها تماما ً ... لقد كنا دوماً نفكر بذات الأسلوب .........

لقد فكرت أنا نفسى فى ذات التصرف منذ أتيت إلى هنا ....
عندما غادرت المنزل بالأمس ، كان خالد صامتاً – كالعادة – و لم يبد تعبيراً ما وأنا أستقل سيارتى و أبتعد .. ربما إلى الأبد .....
دفعنى هذا إلى التفكير فى ما إذا كان من الممكن حقاً إصلاح زواجنا وإعادة علاقتنا إلى ما كانت عليه ..
وبالأمس بدأت أوقن أن هذا مستحيل ...
واستسلمت كلياً لقبضة اليأس التى اعتصرتنى بلا رحمة .....
كنت أفكر ، ماذا يجب أن أفعل ؟
هل أقبل بالوضع الحالى و أكتفى بأن أحبه أنا .. وأظل إلى جواره ؟
أم أُسلم بموت حبه لى و أبتعد ... ؟
ولكن ... هل سأقوى حقاً على هذا ؟ ...
وهو ... ؟
من يعنى به إن لم أكن أنا ؟
إنه كثيراً ما يستغرقه العمل حتى ينسى أنه يجب أن يأكل أو ينام حتى أرغمه على التوقف قليلاً ...
من يفعل هذا إن أنا تركته .... ؟

من قال أن الحب يجب أن يكون متساويأ ؟ .... ربما كان القدر الذى أحببته به يكفى كلينا ....
لكن .... هل سأستطيع حقاً أن أحيا هكذا ....؟

قضيت اليل كله أفكر ... يمزقنى الشعور بالوحدة .. والخوف .......
حظيت بفترات متقطعة من النوم ، استيقظت خلالها فزعة أكثر من عشر مرات .. اتسائل أين أنا .. ولماذا لا أجده بجوارى ..؟ ... ثم أتذكر فأعود إلى النوم لأحلم بكابوس أخر يوقظنى من جديد .......

لم نفترق يوماً واحداً منذ تزوجنا ....
وحين حدث هذا ، لا يبدو أنى أستطيع احتماله .....

رباه ..
إنى أحبه حقاً .... و يؤلمنى حقاً أنى لم أعد واثقة من مشاعره نحوى ......
لكن الآن ....
بعدما تحدثت إليه .. بدأت أشعر ببعض الاطمئنان ....
لقد آلمه فراقنا أيضاً .. كان هذا واضحاً فى نبراته .. وفى رغبته فى اللحاق بى و لم يمض على ابتعادى أكثر من يومٍ واحد .......
شهر بأكمله ... ، بعدما كان تأجيل عمله و دراساته ساعة واحدة ليحدثنى هو أمر غير وارد أصلاً ...
إنها معجزة .. معجزة حقيقية ....
يا إلهى الرحيم .. حمداً لك ..

مر الوقت بطيئاً كسلحفاة ، حتى سمعت صوت سيارته تتوقف بالخارج ...
وجاهدت لأمنع نفسى من الركض حتى الباب لاستقباله ..
وبعد لحظة .. سمعت صوت المفتاح يدور فى قفل الباب ... ثم دخل ...
اقترب منى فى بطء ...
وقرأت آلاف الكلمات فى عينيه .... ضمنها جميعاً فى ابتسامة ...
دافئة للمرة الأولى منذ .... منذ وقت طويل جداً ...
وأجبته بابسامة أيضاً ... أثملتنى السعادة فلم أقو على الكلام ...

- " فدوى ..... "
همس ، و بعد تردد قصير .. أحاطنى بذراعيه ..
ضمنى بإحكام فأغمضت عينىّ ارتياحاً ..
وبعد لحظات من الصمت ، رفع وجهى نحوه ...
وتأملته كأنه حلم قديم ... رباه ... كم أحبك .....

وهمس لى :
- " افتقدتك حقاً ... لا تفعلى هذا بى مرة أخرى ... "
- " إنه يوم واحد ..... "
- " كلا ... ليس فقط هذا ....
كنا معاً طوال الوقت ... ورغم هذا ... كنا بعيدان جداً .... "
ابتسمت بينما بللت دوع السعادة عينىّ و تمتمت :
- " أدركت هذا إذاً ... ؟ "
- " ليس بعد فوات الأوان ، لحسن الحظ .."
- " نعم .. لم يفت أواننا بعد .... "
- "
هل ستستطيعين غفران غبائى يا ملاكى ؟ ......
قولى أنك لا زلتِ تحبيننى ....
"

خفضت عينىّ لحظة ، ثم عدت أرفعهما إليه من جديد ، و فى خفوت قلت :
- " لم لا تقولها أنت .. ؟ .... أنا من تحتاج أن تسمعها .... "

كان هناك ألم عميق فى عينيه .. كما لو أنه يستنكر شكى فى مشاعره ..
- "
ولكنك تعلمين ... انتِ تعلمين كم أحبك .. أليس كذلك ؟ ....
لا يمكنك أن تتخيلى أنى لم أعد أحبك !! .. هذا جنون ...
"

ظللت صامتة ..
بعد شهور من المحاولات الفاشلة منى و التجاهل التام منه ، يدعو يأسى واحباطى جنوناً ....
عاد يهمس بحنان :
- " أنتِ أغلى ما فى حياتى .. لا أقوى على تصور أن أحيا بدونك و لو للحظة واحدة .......
أحبك ........ أحبك حقاً ....
أحببتك دائماً .. و لسوف أحبك إلى الأبد ....
"

تقافز قلبى فى جنون وأنا أستمع إليه .. و همست :
- " وأنا أحبك ..... جداً ......... "


عاد يضمنى ....

رغبت فى قول الكثير ..... ولكنى لم اقو على مواصلة الحديث ....
لكن .. ما قيمة الكلمات .... اننا الآن معاً بالفعلً ...
لقد عدنا .. أخيراً ...

- تمت -

السبت، 11 أكتوبر 2008

الفصل الرابع ـــــــــ خالد : ذهبت


ازداد الحال سوءً ....
لقد تركت فدوى المنزل اليوم ....
أم هل الصواب أن أقول " تركتنى " ....؟
قالت كلاماً كثيراً لم أفهم منه سوى إنها تتذرع بهذه الأسباب الحمقاء لتستطيع الابتعاد عنى لبعض الوقت لتفكر ...
تفكر فيم بحق السماء .. ؟؟!! .... لم أفهم .. وأصرت هى على عدم التوضيح أكثر ..
على أى حال – بعد اعتراض واهٍ منى – لم أجد بداً من الموافقة ..
خاصة وإنها كانت تبدو مصرة .....

وافقت ...
وأنا أتمنى أن يضع هذا حداً لحالة الجمود التى نعيشها .. و لعلها تدرك عندما تبتعد أن حياتنا كاملة .. وإن ظروف عملى التى تزعجها مؤقتة و ستنتهى خلال أعوام قليلة أحقق فيها نجاحاً يرضينى و استقراراً فى خطى مستقبلى المهنى الواعد ..

وافقت ...
وأنا لا أدرى كيف ستكون حياتى دونها و لو لبضعة أيام ...

كانت تتصرف – بالطبع - و كأنى سعيد بذهابها .. كما لو كان هذا اقتراحى انا أو كأنى قد طردتها طرداً ..
أطلقت الكثير من التلميحات عن أنى اعتبرها إزعاجاً وأنى لن أشعر بغيابها مطلقاً .. و غير هذا كثير ..
كانت غاضبة حقاً ، و مقتنعة تماماً بوجهة نظرها مما يجعل أى نقاش معها غير مجدى ..
مشكلة فدوى أنها عنيدة ، والجدال معها لا يفيد ...
إذا حاولت اقناعها بخطئها ستزداد تشبثاً برأيها ..
ولذا فقد وجدت أن خير تصرف هو أن أتركها لتفكر وآمل أن تصل إلى الحقيقة بمفردها ..

وهكذا .. ودعتها راجياً أن يقودها هذا " التفكير " الذى تنوى القيام به إلى إنه لا يوجد خطأ من أى نوع فى حياتنا ... وإن زواجنا مستقر بدرجة يفتقر إليها أغلب الأزواج .....
يا صغيرتى الحبيبة .. ماذا حدث لنا ؟؟؟

مرت الليلة وأنا أجول فى أرجاء المنزل ، عاجزاً عن مجرد السكون فى مكان واحد ...
حاولت – عشرات المرات – أن أقرأ أحد المراجع ... ولكنى لم أستطع التركيز ولا استيعاب حرف واحد ...
وفى النهاية – عندما تأكدت من عدم جدوى محاولاتى – رقدت علّى استطيع النوم ...
لكن هيهات .......
للمرة الأولى منذ زواجنا تبتعد عنى ... للمرة الأولى التفت فلا أجدها بجوارى ...
شعرت بانقباض وأنا أتأمل مكانها الخالى فى الفراش و كأنها لن تعود أبداً ....
ما كان يجب أن أتركها تذهب ... ما كان يجب أن أوافق ..
يالى من أحمق ....

فى الصباح ، توجهت إلى عملى مبكراً عن موعدى المعتاد ....
لم أستطع النوم لحظة ... ولم أحتمل البقاء فى المنزل الخالى ....
جلست إلى مكتبى أحدق فى الأوراق البيضاء أمامى ......
كانت حياتنا دوماً كهذه الأوراق .. صافية .. واضحة .. بلا أى شوائب ...
لماذا امتلأت - فجأة - بالطلاسم ؟
لم أعد أفهمها .. أو أفهم ماذا يحدث لنا .. أو لماذا لم .................

-" خالد .. ؟ "
رفعت عينىّ فى انزعاج لأتأمل سمير – زميلى فى العمل و فى الدراسة من قبل – ثم عدت أخفضهما فعاد يسألنى :
- " ماذا بك ... ؟ "
- " صداع .... "

جلس صامتاً .. ثم سأل فجأة :
- " هل تحدثت إلى طارق ؟ ..... أهذا ما يكدرك ؟ "
حدقت به فى غباء :
- " طارق ؟؟ .... لماذا ؟ ماذا حدث له ؟ "
- " هدى .... إنها تريد الطلاق "


طلاق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هوت الكلمة فوق رأسى كمطرقة ثقيلة ...
مستحيل ... أشياء كهذه تحدث فقط للأخرين ... ليس لأقرب أصدقائى ...

رددت فى ذهول :
- " طلاق ؟؟ ..... لكن .... لماذا؟؟
ولكنهما ......لقد .......لقد تزوجا قبل زواجى بأيام قليلة ....
"

أكمل وكأنه لم يسمعنى :
- " ذهبت بالأمس لزيارته و لم تكن زوجته بالمنزل ... وعندما سألته عنها أخبرنى إنها تركت المنزل من أسبوعين ...
قالت إنها تريد قضاء بعض الوقت عند أخيها فى فرنسا و أنهما بحاجة للأبتعاد عن بعضهما لفترة .. ثم تلقى منها رسالة تخبره فيها أن زواجهما لم يعد كما خططا له أن يكون وأنها حاولت كثيراً معه بلا فائدة .. وأنها فكرت فى الأمر كثيراً ووجدت أنها تفضل الانفصال عن الاستمرار فى زواج فاشل و إنها ...........


" أفضل أن ننفصل إذا اكتشفنا أن حبنا قد أنتهى ... أكره أن يستمر زواجنا مدفوعاً بالقصور الذاتى ... أريدنا أن نكون سوياً لأننا نريد هذا و ليس لأننا مضطران .... "

دوت عبارة فدوى القديمة فى أذنى .. لطالما كررتها فى أثناء خطبتنا ، وكنت أندفع حينذاك لأؤكد لها أنه من المستحيل أن يحدث لنا هذا ... وإنه لم يوجد أبداً رجل أحب أمرأة كما أحبها أنا ... وإن حبنا سرمدى لن ينتهى أبداً ..... وأن .... وأن .......

حدقت فى سمير بفزع ، فقطع حديثه – الذى لم أعد أسمع منه حرفاً – ليسألنى :
- " ماذا دهاك ؟ "
نهضت فى اضطراب وقلت :
- " ولكن ... ولكنهما .. تزوجا بعد قصة حب شهدناها جميعاً و ..... "
- " أنت و فدوى تزوجتما أيضاً بعد قصة حب ... أتستطيع – بأمانة – أن تقول إن حبكما – بعد عامين من الزواج – لم يزل كسابق عهده ؟ "

قلت فى عصبية :
- " إنه لم يقل بكل تأكيد ... أصبح فقط ... فى صورة مختلفة ........ "
هز كتفيه بلا مبالاة قائلاً :
- " ربما كان لها رأى أخر ...
على أى حال ، إن هدى – مثل فدوى صديقتها الحميمة – حالمة عاطفية ... تتوقع أن يستمر الحب كما كان .. فلم يحدث فى حياتهما بعد ما يوجب التغيير ، لا أطفال ، لا أحداث .. و لهذا فقد كانت تتوقع اهتمامه الدائم ..
ولم يمنحها طارق هذا .. فهى – على حد تعبيره – تعلم جيداً أنه يحبها .. ولهذا تزوجها ، فلا معنى لترديد هذا طوال الوقت ..
"

صمت قليلاً و كأنما يتوقع أن أعلق ، و لما لم أفعل عاد يتابع :
- " و هذا خطأ قاتل – إذا تناولت الأمر من وجهة نظرها – فقد كان يتغنى طوال الوقت بمدى حبه لها والسعادة التى تنتظرهما معاً و يرسم ملايين الأحلام .. و فجأة أصبحت فى أخر قائمة اهتماماته دون أى سبب واضح .. ولما كان لا سبب هناك لأى تغيير فى علاقتهما والعاطفة التى تجمعهما ، فلا تفسير إلا أن تكون هذه العاطفة قد ماتت .... ولهذا فإن هدى قد أصبحت موقنة تماماً إنه لم يعد يحبها ... "


- " لكنه يحبها حقاً ..... "
قلتها فى خفوت فقال :
- " نعم ... و يكاد يصاب بالجنون لإصرارها على تركه ...
لكنها لا تعرف هذا .. بل أصبحت واثقة من العكس ...
لقد أخبرتنى بهذا عندما تحدثت إليها محاولاً إصلاح الموقف .. قالت إنها لا تشعر بقيمة لها فى حياته أو تجد فائدة ما من استمرار زواجهما ، وان كل ما سينتج عن هذا هو التعاسة لكليهما .. وأن ............
ماهذا ؟ .........ماذا تكتب ؟؟ ....
"

- " طلب إجازة .... أرجو أن تقدمه بالنيابة عنى "
- " إجازة .... ؟؟ "
- " لمدة شهر ..... "
- شهر ... ؟؟؟ "
- " وداعاً "
- " وداعاً .. ؟؟؟ ..... انتظر ......... هل فقدت صوابك ؟؟ "
- " بل استرددت صوابى .. "

قلتها فى طريقى للخارج ، وأشك أن يكون سمير قد سمع منها حرفاً ، ولكنى لم أهتم ......
هناك أمور أكثر أهمية تشغلنى الآن ......
شملتنى صدمة قاسية من تصور أن يحدث لنا مثل هذا ........
ولما لا ؟ .... لقد بدا لى أن سمير يتحدث عنا ...
يصف حالنا فى الفترة الأخيرة ... بل و يتنبأ بما سيحدث إذا استمرت الأمور على ما هى عليه .......
صدمنى الإدراك المفاجئ لمدى أهمية فدوى فى حياتى ...... و بمدى حماقة انغماسى فى العمل لدرجة أن أهملها تماماً كما فعلت ...
والآن أكاد أفقدها ... و هى أهم و أجمل ما فى حياتى ....

بما سيفيدنى العمل إذا فقدتها ؟؟ .....
بدونها لن أكون سعيداً و لو امتلكت ثروات و سلطات العالم كلها ........

و بجنون قدت سيارتى – غريب أنى لم أصدم أحداً – ووصلت إلى المنزل بعد ما بدا لى دهراً بأكمله ...
لم أطق صبراً لانتظار المصعد ، فارتقيت درجات السلم قفزاً .. ثم فتحت باب منزلنا واندفعت إلى الداخل ناسياً أن أغلقه خلفى ...
التقطت الهاتف ، و ضغطت بعض الأزرار ...
ولاهثاً قلت :
- " فدوى ... "
سمعت صوتها الحبيب يهمس باسمى فعدت أقول :
- " فدوى .. لقد حصلت على إجازة لمدة شهر .. أنا فى طريقى لأنضم إليكِ ... "
ثم عدت أسأل بحذر :
- " أنتِ لا تمانعين ، أليس كذلك ؟ ... أعنى ، هل لازلتِ تريدين بعض الوقت بمفردك .....؟ "
و احتبست أنفاسى بانتظار إجابتها ........

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008

الفصل الثالث ـــــــــ فدوى : محاولة أعلم إنها بلا جدوى



أكاد أن أصاب بالجنون .. لابد أن أجد حلاً ما ...
لا أعلم ماذا يمكننى أن أفعل ..
لقد حاولت كثيراً .. أقسم أنى جربت معه كل شئ ...... ولا فائدة ..
أنا كمن يحرث فى ماء البحر ...

وبعد أن ذرعت الغرفة ذهاباً وإياباً مئات المرات ، هرعت إلى المكتبة و قد خطر لى إنى قد أجد شيئاً مفيدأ فى أطنان كتب الزواج التى كلفتنا ثروة ، بحثت أولاً فى قواعدنا المكتوبة – التى ظننت يوماً أنها ستنقذ زواجنا من المصير الذى ينتهى إليه الجميع – لابد إنى قد وضعت نصاً ما يمنعه من معاملتى كقطعة من الأثاث ....

جالت عيناى بكل هذه السطور و الشروط الكثيرة ...... لم ينتج عنها فائدة ما ...
لايزال حريصا على أغلبها كما وعدنى ... ولكنه ينفذها كالتزام ثقيل .. لم يعد متحمساً لهذا كله ...
ألقيت بالأوراق فى أحد أدراج المكتب ...
ما الجدوى البحث عن نص ما أواجهه به مذكرة إياه أنه قد وعد بالألتزام به ولم يفعل ..؟
لا جدوى على الأطلاق ......
لن ينصت إلىّ ... لقد كف عن الإنصات منذ زمن .......

وبدأت أبحث فى كتب الزواج التى قتلتها دراسة ، ربما أكثر من مراجع دراستى ، وكذلك فعل هو والحق يقال ...
لقد أصررت أن ندرس هذا جيداً لأنه أصر على الزواج فور تخرجنا رغم إعتراضى .. لم أكن لأمانع فى خطبة تدوم عشر سنوات حتى أتأكد من إننا سنكون سعيدين ...
على أى حال .. يجب أن أبحث من جديد ....

قلبت آلاف الصفحات ، وأخيراً .. وجدت كتاباً يحوى مجموعة من المقالات وفى إحداها كان الكاتب يعرض حالة مشابهة لحالتنا ، زوج أصيب بالخرس و زوجة توشك أن تصاب بالجنون ... و يقول أن الحل هو :


" إجازة زوجية قصيرة ... اتركيه يا عزيزتى بضعة أيام ليدرك حاجته إليك . و حين تعودين ، سيستقبلك بذراعين مفتوحتين و لسوف يرحل عنكما الملل إلى غير رجعة "

يالها من فكرة حمقاء ...
ماذا يعلم هذا الكاتب الساذج عن أى شئ ؟
إن زوجى مشغول تماماً بكتبه وأبحاثه حتى أصبح لا يكاد يشعر بوجودى ..
أشك أن يشعر بذهابى أصلاً ... بل لربما أتاح له ابتعادى الانغماس فى القراءة والدراسة دون إزعاج ...

لكن ..... ولما لا ؟ ....
إننى لم أعثر على أى فكرة أخرى ....
أعتقد أنى يجب أن أفعل هذا .. على الأقل سيتيح لى ابتعادى فرصة للتفكير فى حل أفضل ...
والآن ....... فلأحاول إختلاق عذر وجيه لترك المنزل ...............


- " سأذهب إلى الشاليه لبضعة أيام ..... "
قلتها فى صباح اليوم التالى أثناء تناولنا للأفطار .. فترك فنجان الشاى و حدق بى فى دهشة
- " الشاليه ؟ ؟ ....... لماذا ؟ "
تنفست بعمق قبل أن أجيبه :
- " إنه مغلق منذ كنا هناك فى المرة الأخيرة ... وكان هذا منذ أكثر من عام .. و قد فكرت أن اشغل وقتى فى إجراء بعض التعديلات و لو فى مواضع الأثاث ......
كما إنى ........ أريد أن أكون بمفردى قليلاً ....
هناك الكثير فى ذهنى يحتاج لإعادة ترتيب
"

- " لكن ............. "
- " لن يمثل غيابى مشكلة ما .... أنا واثقة من هذا ....... ستجد فى المنزل كل ما تحتاج إليه .. كل شئ فى موضعه و ستجده بسهولة .. وإذا أردت شيئاً إضافياً فبالتأكيد تستطيع أن تتصرف .. أو تنتظر يومان حتى أعود ...."
- " لكن .......... لماذا لا تنتظرين حتى موعد إجازتى ؟ ... سنستطيع وقتها أن نذهب معاً و ...... "
- " لكنى أحتاج حقاً أن أذهب وحدى ......... "
قلتها ، ثم أضفت بلهجة ساخرة :
- " و ستستطيع هكذا أن تعمل فى هدوء و بلا إزعاج ... "
ثم تابعت بنبرة أقل حدة :
- " أنا أيضاً أحتاج لبعض الهدوء يا خالد .. لأفكر فى .. فى .. فى عدة أمور هامة "
- " لكن .......... "
قال بعصبية :
- " لا يمكن أن تذهبى بمفردك ... لازلنا فى بداية الربيع .. باقى الشاليهات ستكون مهجورة تماماً ..... كلا .. ليس من الآمن أن تكونى وحدك ... "
- " أنت تعلم أن هناك حرس دائم ، كأى قرية سياحية أخرى ... كما أنى تحدثت إلى داليا بالأمس و أخبرتنى أنها هناك مع أسرتها .. و ستكون قريبة منى جداً .. وأسماء أيضاً ربما تأتى .. و لن يتركونى أنعم بلحظة من الوحدة "

ظل لفترة يتأملنى فى صمت ... ثم تمتم :
- " حسناً إذاً ..... إذا كنت تريدين هذا حقاً ... فلا مانع "
- " أنا أريد هذا حقاً ..... "

تباً ... يحاول التظاهر بأن هذا يزعجه وإنه وافق مرغماً .. رغم إنى أكاد أقسم أنى لمحت بريق الأرتياح فى عينيه حين ذكرته إنه سيعمل دون مقاطعة ..
وتجاهلت هذا كله .. رغم أنى كنت أحترق غيظاً ........

ربما لم تكن هذه فكرة حمقاء إلى الحد الذى ظننته ...
حسناً يا خالد .. سأذهب ...
وإذا كنت ستكون سعيداً إلى هذا الحد بدونى ، فلا داع لاستمرارنا سوياً بعد هذا .....


الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

الفصل الثانى ـــــــــ خالد : لم أعد أفهمها



لا أدرى ماذا دهاها ....
منذ فترة لم تعد هى ...
أصبحت شاردة دائماً ، نظرة يائسة ملتصقة بعينيها ...
ونادراً ما تتحدث ...
لم تكن هكذا من قبل ...
فى أثناء دراستنا كانت دوما مرحة .. لا تكف عن الحديث والجدال ...
عيناها مشرقتان .. وابتسامتها شمس لا تغيب ..
أما الآن ......

أعترف أنى كنت مشغولاً جداً فى الفترة الأخيرة ..
عملى فى السلك الدبلوماسى يتطلب جهداً و دراسة دائمين كى أحقق نجاحاً ما .. ولا يبدو أنها تفهم هذا ... رغم كل محاولاتى .....

فى البداية ، كانت تلومنى على انشغالى الدائم عنها ، وتذكرنى " بالقواعد السلوكية " الخاصة بزواجنا .. ثم كفت عن ذلك ....... ثم كفت عن الحديث اصلاً ....

أنا أحبها فعلاً ... أحببتها دائماً .. وجاهدت كى أجعلها تفهم هذا و تؤمن به ، و خضت حروباً طويلة – كفتوحات الإسكندر الأكبر – كى أقنعها بالزواج منى و بخطأ قناعاتها الراسخة بفشل الزواج كنظام إجتماعى ....
كانت مصابة بما يشبه " فوبيا " من الزواج .. كانت ترى كل الزيجات فاشلة وكل الأزواج تعساء يتظاهرون بالعكس ...
وكنت أرى إنها تبالغ كثيراً ..
ولكنى – لأنى أحبها – اضررت إلى موافقتها على ما تقول ... والأمتثال لأوامرها كلها ...
يعلم الله ، كم أرهقنى البحث فى كل مكتبات المدينة عن أى و كل كتاب يتناول الزواج من قريب أو من بعيد ..
ثم السهر حتى الشروق – بعد شرب جالون من القهوة – لأقرأ كل هذه السخافات لأناقشها معها فى الصباح ، متجاهلاً مراجع دراستى التى يفترض أن استوعبها جيداً قبل الإمتحان ....
وكل هذا كى أرضيها و أنفذ ما طلبت من :
" دراسة أخطاء الأخرين لنستطيع تفاديها ... فننجح فى تحقيق نوعية الحياة التى ننشدها "

كما كانت تقول ، و حين اقترحت وضع قائمة على غرار " إفعل ولا تفعل " وأسمتها بـ :
"
القوانين التى ستجعل من زواجنا التجربة الناجحة الوحيدة للزواج فى العالم كله .. "

رأيت كل هذا سخيفاً جنونياً و لا يطاق ...... ولكنى وافقت كى يطمئن قلبها ...
وعاهدتها على الألتزام بكل هذا الهراء ...... ولقد فعلت !!!!

ولكن الآن .... منتصف العام الثانى لزواجنا ... اشعر بوجود خلل ما ..
لم تعد تبدو سعيدة .. ولا أعلم السبب ..
حقاً لم أعد أفهمها .. لو كانت تتحدث إلى .. لو تخبرنى ماذا هناك ..

منذ عرفتها لم أرها يوماً إلا وكانت مشرقة تتراقص السعادة فى عينيها .. كانت سعيدة طيلة سنوات دراستنا .. وكذلك كانت فى أثناء خطبتنا و بداية زواجنا ...
إذا كانت تبدو الآن تعسة فهذا – بالتأكيد – بسببى أنا .....
لكن لماذا ؟؟
لقد التزمت بكل قواعدها – والله يشهد – وضغطت على أعصابى كثيراً كى لا أصيح فى وجهها – رغم كل استفزازاتها – حين أعود من عملى منهك القوى .. و قبل أن أحصل على ساعة من النوم ، تبدأ فى لومى و تأنيبى على أنى أصبحت أعتبرها من ممتلكاتى الخاصة ولم أعد أهتم بها على الأطلاق أو أتحدث إليها أو .. أو ....
إلى أخر الأسطوانة .......

لكنى تحملت هذا كله فى صبر .. حتى توقفت عنه ...
لماذا لا تحتمل هى الأخرى بعض الشئ ؟ .....

ما الخطأ فى أن أكون مشغولاً ؟
إننى مشغول بعملى .. ليس الأمر كأننى أتركها وأذهب للقاء امرأة اخرى أو اتسكع على المقاهى ...
إننى أرهق نفسى من أجلها .. من أجل مستقبلنا معاً .. و حياتنا .. وأسرتنا الصغيرة ..
لابد لها أن تفهم هذا .. أنا أيضاً أفهم أن سلوكها الغريب كله يعود غالباً لشعورها بالملل ..
إنها وحيدة فى المنزل فى معظم الوقت ..
سأعنى بهذا فيما بعد ..
بعد ثلاثة شهور سأحصل على إجازتى السنوية و حينئذ يمكننا السفر إلى أى مكان جميل ..
أما الآن ، فعلينا أن ننتظر ...
على أى حال ، ليس الأمر خطيراً إلى هذا الحد ....



الأربعاء، 27 أغسطس 2008

الفصل الأول ـــــــــ فدوى : قصتى



اسمى فدوى .... وقصتى صغيرة و معتادة إلى درجة الملل ..

أعتقد إنها قصة كل فتاة فى العالم ..
فمعظم الفتيات - مثلى - حالمات ، تسبحن فى الخيال إلى أن تصطدمن بالواقع ..
ومثلى أيضاَ ... يكتشف الجميع أن الحب شئ و الزواج هو شئ مختلف عنه تماماً.....

غير أنى لم " أكتشف " هذا بالضبط ..
فقد كنت أتوقعه و أخشاه ولأجله كنت قد أبعدت فكرة الزواج عن ذهنى تماماً ..
كان هذا حتى ظهر خالد بالأفق ...

كان أحد زملائى بالجامعة ، انضم فى إحدى سنوات الدراسة إلى مجموعة أصدقائى المقربين والذين لم أكن أفارقهم لحظة ..
كانت هذه المجموعة تضم :
داليا ، أسماء و مروان - وهما شقيقان - ، طارق وهدى - اللذان تزوجا أيضاً - ، سمير - الذى استمر كزميل عمل لخالد فى السلك الدبلوماسى - والمشاغبتان العزيزتان أميرة و ريم ....... ثم خالد

وبسرعة مذهلة تدرج تصنيفى لوجوده من مجرد شخص زائد عن العدد ، انضم إلى مجموعتنا لصداقته المسبقة لسمير و طارق - إلى شخص مثير للأهتمام .. ثم إلى صديق ..
ثم تغيرت نظرتى إلى هذه الصداقة لتصبح صداقة له كشخص مستقل .. وليس فقط كأحد أفراد المجموعة ....
ثم بدأت أدرك بداخلى تواجداً لما يدعونه .. بالحب ..

والذى كنت أعتبره خرافة جميلة ، مكانها الطبيعى هو قصص الأطفال و كتب الأساطير ...

وبعد مقاومة طويلة إعترفت لنفسى أنى أحبه ..
وأدركت - دون صعوبة - إنه يحبنى أيضاً ..

ولما لا ... ؟
كنا متقاربين فى وجهات نظرنا إزاء الأشياء المختلفة ..
وكانت طباعنا متوافقة إلى حد مدهش ..
وكنت مبهورة به تماماً ....
كانت أفكاره ثورية ، وآراؤه قاطعة لا تحتمل الحلول الوسط ...
وكان رغم هذا كله رقيقاً حالماً حانياً ، وكان .. يحبنى ..


عشنا قصة حب هادئة ، كنا مقتنعين تماماً إنها أجمل من كل الرومانسيات الكلاسيكية ..
وحين ذكر الزواج ، بدا هذا مثالياً الى حد بعيد ..
لولا خوفى - الذى يكاد أن يكون مرضياً- من الزواج ..

ليس هذا غريباً الى هذا الحد .. فكل ما استخلصته من قراءاتى الكثيرة وملاحظتى للأخرين أن الزواج هو علاقة ما ، تبدأ بشخصين يحب كل منهما الأخر .. لتنتهى بهما يحاولان " تحمل " بعضهما حتى تستمر الحياة .. أو لمجرد الخوف من الطلاق ...

وأنا أرفض كل هذا .. وأخشاه حتى الرعب ..
أرفض الأستمرار دون مشاعر حقيقية..
وأخشى أن تحطمنى الحياة بهذه الطريقة إذا اضطررت أن أحياها ...

وكان رأيى الدائم هو أن " لا أسرة " أفضل كثيراً من " أسرة فاشلة ".....

كان لخالد نفس أرائى فى الزواج .. أو هكذا قال ..

وكنت أحبه وأخشى فقده وأرغب فى أن أكون معه إلى الأبد ..
ولهذا كله فقد كان شرطى الوحيد للزواج هو أن يعدنى أن نحاول تجنب أخطاء الأخرين ..
وبالفعل ، قرأنا كل ما وجدناه من كتب وأبحاث حول الزواج وأسباب نجاحه و فشله ، ثم وضعنا قواعد صارمة لحياتنا ، وتعاهدنا على اتباعها والألتزام بها حتى يستمر زواجنا ناجحاً و سعيداً كما نرغب أن يكون ....

رحب الجميع بارتباطنا .. ولم تواجهنا مشاكل مادية .. ولذا فقد تزوجنا بعد خطبة دامت شهوراً قليلة بعد التخرج - كما أصر - رغم رغبتى فى الأنتظار لفترة أطول ..

مر العام الأول لزواجنا كحلم جميل ....
استمرت صداقتنا التى بدأت فى الجامعة ومناقشاتنا التنى تناولت كل شئ حولنا ، بدءً من الأزمات السياسية الدولية وانتهاءً بموسيقى الأغنية السخيفة التى تديرها جارتنا الشمطاء طوال الوقت ، معلنة - لمن تساوره الشكوك بانقضاء أجلها - إنها لازالت على قيد الحياة ..
كنا متفاهمان و متقاربان و - الأهم - متحابان ...
حرصنا تماماً على تطبيق كل " القوانين " التى وضعناها من قبل ... واعتبرت زواجنا ناجحاً بكل المقاييس ..

وتدريجياً ..
أخذت هذه الصورة المثالية فى الأنطفاء ...
بدأت أصوات ضحكاتنا - التى لم تكن تنقطع - تخفت و تضعف .. ثم تحولت الى ابتسامات باهتة ...
وتحول الحديث - الذى كان يستغرق الساعات - إلى كلمة أو كلمتين ثم إلى إيماءات عابرة فى كثير من الأحيان ..
فجأة أصبح مشغولاً طوال الوقت ... يعود منهكاً إلى المنزل ، ثم - بعد الغداء - ينغمس فى القراءة و البحث ، ثم يخرج مرة أخرى غالباً ..
واتخذت كل تصرفاته نمطاً روتينياً .. لاأثر للحماس فيه .. حتى إننى .......

قطع تدفق أفكارى دخوله إلى غرفة المعيشة ، حيث كنت جالسة أحاول قراءة كتاب ما قبل أن يشرد ذهنى إلى مدى بؤس حياتى ...

راقبته وهو يتناول كتاباً من المكتبة و يجلس على مقعد - فى الطرف البعيد من الغرفة - ليقرأه ....
وبعد حوالى ساعة من التركيز المخلص حقاً فى كتابه ، نهض متناولاً مفاتيح سيارته ومعطفه معلناً أنه سيخرج من جديد ...

والآن ..... سيقترب منى ، فأرفع وجهى نحوه ، و بانحناءة صغيرة منه يطبع على وجنتى القبلة التقليدية ...
ثم خطوات ثلاث حتى باب الغرفة حيث يرتدى معطفه ثم يخرج دون كلمة أخرى ... اللهم إلا إذا كانت من نوع : " لن أتأخر " أو " لا تنتظرينى " اللتان دائماً ما يختار ما تلائم منهما الموقف.

وتم تنفيذ السيناريو السابق بالحرف الواحد كالمعتاد .... دون حتى تقديم خطوة على أخرى ...
تأملته بشرود وأنا أتساءل كيف ولماذا أصبحت حياتنا بهذا الفتور ؟

كان محدقاً بى والحيرة تتراقص فى عينيه ... فتنبهت إلى أنى قد نسيت وجهى معلقاً فى الهواء بعد القبلة المذكورة أعلاه ..
خفضت عينى سريعاً إلى الكتاب متظاهرة بأنى قد عدت إلى القراءة ..
ظل واقفاً هناك - يتطلع إلى - لحظة أخرى .......... ثم خرج .

حقاً لا أفهم ... لقد كنا سعيدان يوماً ... مفعمان بالمرح ... ويحب كل منا الأخر بجنون ......
فماذا حدث ؟ .. ولماذا.....؟
ماذا حدث لبركان الحب القديم الذى تعاهدنا على إبقاؤه متوهجاً إلى الأبد ؟
لماذا تحول إلى شرارات ضئيلة وسط رماد نيران تخبو ... ؟

لماذا يا خالد ؟ ............. لقد أحببتك حقاً ...........





قصة من خمس فصول


اصدقائى الأعزاء ..

دى قصة كتبتها زمااااااااااااااااااااااااااااااااااان اوى
فياريت ياريت محدش يقوللى ايه السذاجة دى
ولا يجيب سيرة التفاهة والفراغ والحاجات اللطيفة دى

:))

كان فيه فكرة معينة فى دماغى حبيت اعبر عنها
على قد فكرتى عن الدنيا وقتها ...

عموما ..
انا حانشرها كل مرة فصل ....


قولولى رأيكم
وبالراحة عليا علشان خاطر ربنا
:)))))
ملحوظة هامة :
لعدم اللخبطة .. القصة بتتحكى فصل على لسان البنت و فصل على لسان الولد
عشان المساواة وكده ..

الأربعاء، 6 أغسطس 2008

أرفض أن ......



أرفض أن تشرد أحلامك
أن تبعد أفكارك عنى ....



أرفض أن تجهض أحلامى ..
أو أن تخلف يوماً ظنى ....



لســـت بفتـــاة عاديــة ...
فلتتأكد جـــــداً أنى ....


أرفض أن يطعننى حبك
فأطوى أحزانــى و أغنــى ...

الخميس، 31 يوليو 2008

لــــن أقبـــــــل



لن أقبــــل .....

أن تبقى دومـــاً .....

فى صمت .... وتثير دوارى ......





لن أرضــى .....

أن يبقى حبــــك ......

كلمــــــــــات .... داخل أشعـــــــارى .....





أحلامى .....

لا تــعـــرف قيـــداً .....

ورأيـــتــك .... فـــارس أحــلامــــى ....





فاقــــتـــــرب .....

وبحــنــان خذنــــى ......

وبــحــبــــك .... حــطــم أســــــوارى ....

الثلاثاء، 29 يوليو 2008

البحث عن نصفى الأخر


كان هناك ...
وسط الكثيرين .. ولسبب ما ، لم تعبره نظراتى كما عبرتهم .. استقرت عيناى عنده و رفضت ان تفارقه ..
وللحظة مجنونة رغبت ان اصرخ لأناديه .... لكن بأى اسم .. ؟؟

من هو ...؟؟
كنت واثقة انى لم أره من قبل .... ورغم ذلك ......


دهور مضت وانا أبحث عنك ...
منذ تأملت العالم حولى للمرة الأولى كنت ابحث عنك ...


أنت من ولدت فى خيالى .. وكبرت معى ..
منحتك ألف وجه ...
أسميتك بألف اسم ....
وحدثتك ملايين المرات ....
ولم تزل ..... حلماً يحيا فى أعماقى ، ولا مكان له فى أرض الواقع ....

كنت دائماً واثقة أنى سأعرفك بمجرد نظرة .....
والآن .. وجدتك .....


أحقاً هذا أنت .... ؟؟


كان يبدو شارداً ..
وأدركت أنه يتطلع إلىّ .. أنا بالذات ..
قرأت فى عينيه كل ما أشعر به وأكثر ....
ورأيته يقترب ...
شاقاً طريقه وسط الزحام الذى لم يعد يعنينى منه الآن سوى وجوده هو ....

أحقاً هذا أنت ....؟؟


كان الآن فى مواجهتى ...
عيناه حائرتان كعينىّ ....

وكنت أرتجف ...
استمع بلهفة السنين إلى همسات عينيه .. وأرتجف ...

رباه ... لقد انتظرت طويلاً ... طويلاً جداً ....


أحقاً هذا أنت ....؟؟


" إنها أنت ...... "
همس أخيراً بصوت دافئ ، يحمل ذات النغم الذى وضعت موسيقاه أحلامى ....
واقترب أكثر ...


ياحلم السنوات الطوال ...
يا أملى المحال ....

ها أنت ذا .....
أخيراً .............


غمرنى فجأة ضوء باهر واهتزت الموجودات أمامى ، كصورة نقشتها الشمس فوق صفحة الماء ثم ألقى فيها بحجر خفى ....
تملكنى الدوار فأغمضت عينىّ ....
وعندما فتحتهما من جديد ......
يا إلهى .....
أين ذهب هو ............ ؟
أين ذهب كل شئ .... ؟؟

وببطء ، تبدت أمامى حدود غرفتى ....
وامتدت نظراتى تتأمل الشمس الساطعة خارج نافذتى ....
وقسوة أشعتها التى بددت الحلم العزيز ..........

يوم آخر إذاً ...
أفتقد فيه وجوده .....
وأتوق إليه .........
وأواصل بحثى الدائم ............... عنه .......

الاثنين، 28 يوليو 2008

أحبينى .....




تريدنى ان احبك ....

ليس الأمرهيناً يا صديقى ....


اريد الكثير و الكثير ..

قبل أن أمنحك شمعة .. تنير ظلام طريقى ....



لست مغرورة ....

أنا فقط ....... خائفة ..


لو استطعت أن ...

تبدد مخاوفى ..

وتطرد اشباحى الكثيرة ....



لو استطعت أن ...

تطفئ النيران

التى لطالما حاصرت أحلامى ...



أن تحطم أسوار الحصن

الذى أرغمنى الخوف أن احتمى بداخله ...


لو استطعت أن ...

تكون هنا من أجلى حين أحتاج اليك ...


أن تهمس :
" أحبك ...... "

فى اللحظة المناسبة ......


لو استطعت أن ...

تجعلنى اسمح للحب أن يقتحم أعماقى ....

ويحرر الأحلام من سجن القلق ..


لو استطعت ....
فقط .. لو استطعت ...


لوهبتك - راضية - حياتى........

الثلاثاء، 29 أبريل 2008

الأخت – والعياذ بالله – حساسة



كان يوماً بارداً من ايام شهر فبراير ......
وكان هزيم الرعد و صرير الريح يصما الآذان .....

وكان .....



ايه ده ؟
ايه الدخلة دى؟ ..

لأ صحيح ... مش دى قصة الرعب ...

انا يا جماعة قررت اكتب حكاياتى .. على اسم البلوج كده ....

ودى اول حكاية ....


يللا بينا نبدأ ...


زماااان يا اخوتى واخواتى ..

كنت اعرف ان صفة " حساسة " دى حاجة كويسة ....

وبالذات للبنات ...

يعنى الواحد كده لما يسمع ان فلانة حساسة يقوم فورا يجيله التصور العقلى انها انسانة رقيقة و لطيفة كده .. وماشية بكلينكس فى ايدها عشان دمعتها قريبة .. و أساسى طبعاً تكون بتتكلم مع العصافير والفراشات زى سنووايت ..


ولو ولد .. يا سلااااام بقى ..

فلان حساس يبقى اكيد واد رومانتيكى من الناس الوهمية اللى بنشوفها فى الأفلام الابيض واسود .. اللى هو بنى ادم كده بيحب الورد و القطط و يقول لمامته يا نينا ... واكيد اكيد حيموت فى اخر الفيلم من كتر حزنه على حبيبته اللى سابته ..


وبالبلدى يقولك فلان ده بنى ادم حسيس ... يعنى عنده دم ولا مؤاخذة ..



المهم فضلت دى فكرتى الغلط عن الكلمة .. واللى تكفلت الأيام بأنها تصححهالى زى مفاهيم تانية كتيييييير ..

وفضلت عايشة فى الدنيا وانا متوهمة ظلماً وعدواناً ان حساسة دى ماهياش شتيمة و لامؤاخذة ...


لغاية ما الظروف ال ....... – نمشيها سعيدة – على اساس ان المؤمن مصاب و امره كله خير ..

المهم الظروف السعيدة حطت فى طريقى واحد اتقدم لى واتفقنا ناخد فترة علشان نتعرف على بعض فيها على اساس انه كان مسافر وانا كنت قلقانة من انى مش حالحق اعرفه كويس قبل الفاس ما تيجى فى الراس وادبس و كده ..
فكنا بنتكلم بشكل يومى بالنت و بالتليفون و نحاول نفهم بعض و نتفق على اساسيات حياتنا حيث ان الأخ كان مرتب مواعيده انه حييجى على الخطوبة و يرجع تانى و بعدها ابقى اشوفه فى الأجازات لغاية معاد الجواز ..

وعليه .. طبعا كتر الكلام و التفاصيل كشفوا عن اختلافات .. تطورت بدورها الى خلافات ..
ومع كل جدال كان فيه جملة محورية ثابتة لازم يقولها :
انتى .. Super sensitive ..

اول كام مرة طنشت .. على اساس انه – رغم انه بيقولها بعصبية – فهو اكيد اكيد قصده يضحك على عقلى بكلمتين حلوين عشان يلم الموضوع و يخرسنى بشياكة وحنية ..
والعصبية دى مش مقصود بيها نرفزة لاسمح الله .. لأ خالص .. هو بس اللى مدب وكلامه دبش .. بس اهى قسمتى بقى .... واللهم لا اعتراض ..

لكن لقيت ان الكلمة دى بتتكرر بشكل شبه دائم .. لغاية ما بدأت اشك ان الواد ده بيهزأنى باين وللا ايه ؟


لغاية مارحت يوم قعدت جنب امى ببراءة و سألتها :

- الا قوليلى يا ماما هو يعنى ايه حساسة؟
- نعم ؟
- لأ انا قصدى يعنى هى حساسة دى ممكن يبقى معناها نكد وللا ايه؟
- اشمعنى؟
- اصله كل ما نتخانق يقولى انتى حساسة !!

الست بصتلى بصة ترجمتها بالعربى انها بتتحسر على بنتها اللى كانت فاكراها عاقلة و جالها عته مغولى على كبر و بدون سابق انذار ...



حتسألونى .. وده حقكوا كقراء طبعاً .. خناقات على ايه؟
حاقولكوا .. ما انتوا زى اخواتى برضه ..

زى مثلا انى اعترض انه عازم اصدقاءه و صديقاته فى شقته على الفطار فى رمضان ..
وبكل سذاجة ابديت رأيى الصريح فى المسخرة دى .. فكان الحوار التالى :

- يابنتى ده احنا زملا و فى غربة و كلنا اخوات و عاااادى يعنى .. بلاش دماغك الغريبة دى بقى
- ياابنى ما ينفعش اللى انت بتقوله ده .. كده حرام اصلا .. افطروا برة .. انما ولاد وبنات فى بيت ؟؟؟؟
- اوفففففففف .. انتى اللى متزمتة
- خلاص يا سيدى روح اتجوز واحدة مش متزمتة
- يعنى ايه بقى ..؟
- يعنى لو مش قادرين نتفق على مجرد ايه صح و ايه غلط يبقى نتجوز ازاى؟؟؟؟
- انتى اللى بتكبرى المواضيع .. مش باقولك انك ….. ان ان ااااااان ...
........ ( الجملة الخالدة ) ........


بصوا عشان مابقاش باظلمه و ده حرام برضه .. الواد كويس ومحترم على فكرة .. وانا متأكدة انه مش بيعمل حاجة غلط ... هو بس مطرقع حبتين ... وساعات كده يحب يعيش دور انه امريكانى واسمه ريدج والحياة فى اللذيذ ....
وده ما منعش ابدا انه يبقى معايا انا سى السيد .. كنوع من بوادر شيزوفرينيا على خفيف كده ..

النهاية .. اهو ماحصلش نصيب و ماقدرناش نكمل مع بعض و خلصت ...


بس فضلت الفكرة بتزن فى دماغى ..
هو كان يقصد ايه بالظبط بأنى حساسة؟؟

قلبى حاسس انها شتيمة .. وقلب المؤمن دليله يا اخواتشى ...

لغاية ما ييجى من شهرين كده قريت كتاب لعمنا احمد خالد توفيق كان فيه ملاحظة عابرة فسرت لى الموضوع ونورت المحكمة ....

قالك ايه بقى …

(( ان الأشخاص الحساسين هم من يعتقدون انهم كذلك ....
تفكيرهم كله موجه الى الداخل .. مشغولون بأنفسهم فقط …وبمعاناتهم الداخلية وبهذا يعذبون الأخرين الذين لا يفهمون آلامهم .... ))


اه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ...... انا كده فهمت ..

يبقى حساسة يعنى انانية يا حضرات ..
مش قلتلكو قلبى كان حاسس انه بيهزأنى بس من تحت لتحت ؟

هاه .. حد غيرى كان واخد نفس فكرتى الغلط؟
حد غيرى كان بيتشتم بالأدب و هو مش واخد باله؟

يللا ادينى نورتكوا واجرى على الله
:))))))))

الخميس، 10 أبريل 2008

كان نفسى

كان نفسى اقول غنوتى .. ناعمة رومانسية
طـلـع الكـلام ناشــف .... كاشـف همـوم فيا
لا القلـب نفس القلـب .... ولا الحيــاة هيــا
على سلامة - وجيه عزيز