السبت، 18 أكتوبر 2008
الفصل الخامس ـــــــــ فدوى : لم يفت الأوان
و جززتُ على شفتىّ كى لا أصرخ فرحاً ..... و نجحتُ فى إضافة نبرة لا مبالية لصوتى المرتجف و أنا أقول :
- " لا .. بالطبع لا أمانع ........ "
تنهد بارتياح .... ثم عاد يتحدث ....
كانت فى صوته لهفة لم تخطئها أذنى ....
رباه ... لقد كدت أفقد الأمل ...
خاصةً بعد حديثى الأخير مع هدى صديقتى ...
لقد أخبرتنى أنها قررت الانفصال عن زوجها ... مسكينة .. أنا أعلم جيداً كم تحبه ....
لكنى لم أندهش لقرارها ... أنا أعلم كم كانت محبطة و تعسة فى الفترة الأخيرة ...
وأتفهم أسبابها تماما ً ... لقد كنا دوماً نفكر بذات الأسلوب .........
لقد فكرت أنا نفسى فى ذات التصرف منذ أتيت إلى هنا ....
عندما غادرت المنزل بالأمس ، كان خالد صامتاً – كالعادة – و لم يبد تعبيراً ما وأنا أستقل سيارتى و أبتعد .. ربما إلى الأبد .....
دفعنى هذا إلى التفكير فى ما إذا كان من الممكن حقاً إصلاح زواجنا وإعادة علاقتنا إلى ما كانت عليه ..
وبالأمس بدأت أوقن أن هذا مستحيل ...
واستسلمت كلياً لقبضة اليأس التى اعتصرتنى بلا رحمة .....
كنت أفكر ، ماذا يجب أن أفعل ؟
هل أقبل بالوضع الحالى و أكتفى بأن أحبه أنا .. وأظل إلى جواره ؟
أم أُسلم بموت حبه لى و أبتعد ... ؟
ولكن ... هل سأقوى حقاً على هذا ؟ ...
وهو ... ؟
من يعنى به إن لم أكن أنا ؟
إنه كثيراً ما يستغرقه العمل حتى ينسى أنه يجب أن يأكل أو ينام حتى أرغمه على التوقف قليلاً ...
من يفعل هذا إن أنا تركته .... ؟
من قال أن الحب يجب أن يكون متساويأ ؟ .... ربما كان القدر الذى أحببته به يكفى كلينا ....
لكن .... هل سأستطيع حقاً أن أحيا هكذا ....؟
قضيت اليل كله أفكر ... يمزقنى الشعور بالوحدة .. والخوف .......
حظيت بفترات متقطعة من النوم ، استيقظت خلالها فزعة أكثر من عشر مرات .. اتسائل أين أنا .. ولماذا لا أجده بجوارى ..؟ ... ثم أتذكر فأعود إلى النوم لأحلم بكابوس أخر يوقظنى من جديد .......
لم نفترق يوماً واحداً منذ تزوجنا ....
وحين حدث هذا ، لا يبدو أنى أستطيع احتماله .....
رباه ..
إنى أحبه حقاً .... و يؤلمنى حقاً أنى لم أعد واثقة من مشاعره نحوى ......
لكن الآن ....
بعدما تحدثت إليه .. بدأت أشعر ببعض الاطمئنان ....
لقد آلمه فراقنا أيضاً .. كان هذا واضحاً فى نبراته .. وفى رغبته فى اللحاق بى و لم يمض على ابتعادى أكثر من يومٍ واحد .......
شهر بأكمله ... ، بعدما كان تأجيل عمله و دراساته ساعة واحدة ليحدثنى هو أمر غير وارد أصلاً ...
إنها معجزة .. معجزة حقيقية ....
يا إلهى الرحيم .. حمداً لك ..
مر الوقت بطيئاً كسلحفاة ، حتى سمعت صوت سيارته تتوقف بالخارج ...
وجاهدت لأمنع نفسى من الركض حتى الباب لاستقباله ..
وبعد لحظة .. سمعت صوت المفتاح يدور فى قفل الباب ... ثم دخل ...
اقترب منى فى بطء ...
وقرأت آلاف الكلمات فى عينيه .... ضمنها جميعاً فى ابتسامة ...
دافئة للمرة الأولى منذ .... منذ وقت طويل جداً ...
وأجبته بابسامة أيضاً ... أثملتنى السعادة فلم أقو على الكلام ...
- " فدوى ..... "
همس ، و بعد تردد قصير .. أحاطنى بذراعيه ..
ضمنى بإحكام فأغمضت عينىّ ارتياحاً ..
وبعد لحظات من الصمت ، رفع وجهى نحوه ...
وتأملته كأنه حلم قديم ... رباه ... كم أحبك .....
وهمس لى :
- " افتقدتك حقاً ... لا تفعلى هذا بى مرة أخرى ... "
- " إنه يوم واحد ..... "
- " كلا ... ليس فقط هذا ....
كنا معاً طوال الوقت ... ورغم هذا ... كنا بعيدان جداً .... "
ابتسمت بينما بللت دوع السعادة عينىّ و تمتمت :
- " أدركت هذا إذاً ... ؟ "
- " ليس بعد فوات الأوان ، لحسن الحظ .."
- " نعم .. لم يفت أواننا بعد .... "
- " هل ستستطيعين غفران غبائى يا ملاكى ؟ ......
قولى أنك لا زلتِ تحبيننى .... "
خفضت عينىّ لحظة ، ثم عدت أرفعهما إليه من جديد ، و فى خفوت قلت :
- " لم لا تقولها أنت .. ؟ .... أنا من تحتاج أن تسمعها .... "
كان هناك ألم عميق فى عينيه .. كما لو أنه يستنكر شكى فى مشاعره ..
- " ولكنك تعلمين ... انتِ تعلمين كم أحبك .. أليس كذلك ؟ ....
لا يمكنك أن تتخيلى أنى لم أعد أحبك !! .. هذا جنون ... "
ظللت صامتة ..
بعد شهور من المحاولات الفاشلة منى و التجاهل التام منه ، يدعو يأسى واحباطى جنوناً ....
عاد يهمس بحنان :
- " أنتِ أغلى ما فى حياتى .. لا أقوى على تصور أن أحيا بدونك و لو للحظة واحدة .......
أحبك ........ أحبك حقاً ....
أحببتك دائماً .. و لسوف أحبك إلى الأبد ...."
تقافز قلبى فى جنون وأنا أستمع إليه .. و همست :
- " وأنا أحبك ..... جداً ......... "
عاد يضمنى ....
رغبت فى قول الكثير ..... ولكنى لم اقو على مواصلة الحديث ....
لكن .. ما قيمة الكلمات .... اننا الآن معاً بالفعلً ...
لقد عدنا .. أخيراً ...
- تمت -
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي روبي والله واحشاني جدااا
بصي يا قمر أنا عايزة أعلق على كذا حاجة في القصة الأسلوب والموضوع
بالنسبة للأسلوب ... راااائع ماشاء الله بسيط ورقيق جدا وتحسي بكل حرف
موضوع القصة كمان جميل قوي ومتكرر للأسف في بيوت كتير بس فدوى وخالد أكثر إحتراماً من ثنائيات كتييير
أنا كنت معترضة في الأول إنها مش بتتكلم معاه كتير وبتفكر لوحدها .. بس حتى لما إتكلمت عمل نفسه مش واخد باله
أنا فكرت لو انا كنت مكانها هعمل إيه .. الأول هحاول بإستماته غني أقدر الظروف مهما كانت صعبة وأشغل نفسي بأى عمل مفيد يشغل وقتي يعني مش هخلي زوجي هو محور حياتي بالشكل اللي عملته فدوى ..
وبعدين طيب ما الزوجة ساعات بيجيلها ظروف بيكون الزوج مش أهم ما في حياتها زى وجود الأولاد مثلاً
ظروف فدوى وخالد .. جاية جاية صحيح مش في سنة 2 جواز بس جاية ولازم يكون الزوجين مستعدين لها
لازم تفاهم بين الإتنين من الأول ومانستناش المشكلة لما تبقى كل دة
الحب بقل .. لازم .. لأ بلاش يقل .. نفول شكله هيتغير عن حب الخطوبة هياخد شكل الحياه لكل مافيها من متغيرات وساعات ملل
فهم المشكلة جزء من حلها
وأخيرا نهاية الفصة الرائعة غللي خلتني أتنفس براحة وأنا حابسة انفاسي طول القصة
وتعليق اخير ليكي يا رحاب ..
ربنا غداكي موهبة جميلة ليه سيبتيها ؟
عليكم السلام ورحمة والله وبركاته يا لومى
ميرسى اوى يا قمر على التعليق الجميل ده
بصى يا لومى
انا زى ما قلت فى مقدمة القصة
انا كتبتها زمان اوى ييجى من 9 او 10 سنين كده
ده كان تفكيرى وقتها وانا لسه معرفش حاجة عن الدنيا و لسه عايشة فى المرحلة الوردية
دلوقتى اكيد دماغى اختلفت كتير
ودلوقتى مقتنعة 100% بنظريةان فعلا مينفعش جوزك يبقى محور الكون بالنسبة لك .. لازم يبقى فيه ليكى اهتمامات تانية فى الدنيا .. اهمها الشغل
اما بالنسبة للموهبة
مش عارفة والله يا لومى
انا لفترة كبيرة جدا كنت باحس ان اللى باكتبه بياخد جزء من روحى مش حابة ان حد يشوفه
يمكن عشان كده فضلت كتاباتى تقل لغاية ما وقفت تقريباً
بس صدقينى بحاول ارجع تانى
وربنا يسهل
:)))
إرسال تعليق